الصحفي المحبوس محمد سعيد فهمي يكتب عن الحياة على ذمة قضية: سبع سنوات من انتظار الحرية أو الموت!

لا أدري على وجه اليقين السر في الرقم سبعة، فالسبعة في القرآن ربما كانوا عدد هؤلاء السياسيين الهاربين أصحاب الكهف، وسنابل وبقرات رؤية ملك مصر التي فسرها يوسف هي سنينه السبع الشداد والرخاء، والسماوات والأراضين وأبواب الجنة والنار سبع، وحبة الخير تنبت من السنابل سبع، وليال عذاب قوم عاد بالريح العاتية سبع.. واليوم أتم في السجن من السنين سبعًا.

أعترف أني لم أكن لأتوقع أنه في أسوأ الظروف أن سأمكث كل هذه السنين محبوسًا احتياطيًا، وأنه بعد تلك السنين الطويلة تُحال قضيتي للمحاكمة لأنتظر خروجًا يبدو مستحيلاً..

أحيانًا أتساءل عن جدوى إخلاء السبيل على ذمة قضية؟! فكيف يستطيع إنسان أن يعيش وهو ينتظر في كل لحظة أن يعود إلى السجن مرة أخرى، ومن سيغامر بتوظيفنا؟! ومَن من الأقارب والأصدقاء سيجرؤ على مقابلتنا وزيارتنا؟! وكيف نسير في الشارع مع أطفالنا، وأنه بكل بساطة في أي كمين شرطي يستطيع أن يوقفك، وبنقر اسمك على الكمبيوتر يظهر اسمك في قائمة المشبوهين سياسيًا، ومن ثم يُقبَض عليك مرة أخرى.

علينا إذن الانتظار، انتظار مجهول ما، والانتظار ليس إلا مسألة وقت، الأمور كلها مسألة وقت، النهايات التعيسة والسعيدة والمفتوحة التي يلتبس فيها الخير والشر، كلها مسألة وقت، وانتظار الحرية وكذلك الموت مسألة وقت.. فالموت أحيانًا يبدو أمنية، أمنية العاجز لا اليائس، أمنية المحبط لا المهزوم..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *