وزيرة البيئة تكرّم الفائزين بجائزة التميز الصحفي في “الصناعة الخضراء” وتحصل على درع تقدير من جمعية كتاب البيئة
كتب – أحمد سلامة
في احتفال رسمي أُقيم تحت رعاية وزارة البيئة، وبمناسبة يوم البيئة العالمي لعام 2025، قامت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، بتكريم الصحفيين الفائزين بجائزة التميز الصحفي في مسابقة “الصناعة الخضراء”، والتي حملت هذا العام اسم الكاتب الصحفي الراحل الكبير وجدي رياض، أحد رواد الصحافة البيئية في مصر والعالم العربي. وقد شهد الاحتفال حضورًا رفيع المستوى، ضم الدكتور شريف الجبلي رئيس لجنة تسيير مكتب الالتزام البيئي والتنمية المستدامة باتحاد الصناعات المصرية، ورئيس لجنة الشئون الإفريقية بمجلس النواب، والمهندس أحمد كمال رئيس المكتب، والكاتب الصحفي الكبير وجدي رياض، وأعضاء جمعية كتاب البيئة، والأستاذ ياسر عبد الله رئيس جهاز تنظيم إدارة المخلفات، فضلًا عن أعضاء لجنة التحكيم، وقيادات من وزارة البيئة، ونخبة من الصحفيين والإعلاميين المعنيين بالشأن البيئي، وذلك بالمركز الثقافي التعليمي البيئي “بيت القاهرة” بالفسطاط.
وخلال كلمتها، أشادت الدكتورة ياسمين فؤاد بالدور المجتمعي الفاعل الذي يلعبه الإعلام في مجال التوعية البيئية، مؤكدة أن الإعلام البيئي لم يقتصر على نقل الأخبار أو تسليط الضوء على المشكلات، بل كان شريكًا أساسيًا في تصحيح المفاهيم ونقل الصورة الدقيقة للمواطن وصانع القرار على حد سواء، كما أنه يمثل أداة فعالة للنقد البناء الذي يُسهم في تطوير الأداء الحكومي عبر تقديم الحلول وطرح الرؤى. وأكدت فؤاد أن جمعية كتاب البيئة تمثل نموذجًا مميزًا للشراكة المثمرة بين الوزارة والمجتمع الإعلامي، عبر ورش العمل والحوارات والزيارات الميدانية التي تعكس الجهود الوطنية في الحفاظ على البيئة، مشيدة بدور الصحفيات العاملات في ملف البيئة، وحرصهن على دعم توجهات الوزارة من خلال تغطيات جادة وموضوعية.
وأكدت الوزيرة أن إطلاق اسم الكاتب الصحفي الكبير وجدي رياض على الدورة الحالية يعد تقديرًا لمسيرته الحافلة في خدمة قضايا البيئة، وتخليدًا لإسهاماته الجادة في إثراء الصحافة البيئية، حيث كان من أوائل من تناولوا هذا الملف بمهنية عالية. وأوضحت فؤاد أن “الصناعة الخضراء”، موضوع المسابقة لهذا العام، تمثل أولوية وطنية واستراتيجية في إطار التوجه نحو التنمية المستدامة، مشيرة إلى أن الوزارة عملت على مدار سنوات على تحقيق التوازن الدقيق بين حماية البيئة ودعم القطاع الصناعي، من خلال التشريعات والسياسات والمبادرات الهادفة.
من جانبه، أعرب الدكتور شريف الجبلي عن فخره واعتزازه باختيار الدكتورة ياسمين فؤاد لمنصب الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، مشددًا على أن هذا الاختيار يمثل اعترافًا دوليًا بكفاءتها ودورها الريادي في دفع العمل البيئي إقليميًا ودوليًا، كما يعكس التقدير للدور البارز الذي تلعبه المرأة المصرية في المحافل الدولية. وأكد الجبلي على التعاون المثمر والمستمر بين مكتب الالتزام البيئي ووزارة البيئة منذ أكثر من سبع سنوات، في سبيل تحقيق التوازن بين التنمية الصناعية والحفاظ على الموارد الطبيعية.
وأشار الجبلي إلى الدور المهم الذي يؤديه الإعلام البيئي في توعية مختلف شرائح المجتمع بأهمية الحد من التلوث والانبعاثات، والعمل على تعزيز تنافسية الصناعة الوطنية من خلال مفاهيم الاقتصاد الأخضر، موضحًا أن المكتب نفذ خلال السنوات الماضية عددًا من المبادرات المهمة مثل مناقشات الهيدروجين الأخضر، والبصمة الكربونية، والإدارة الآمنة للمخلفات الصلبة، والتي شارك فيها الإعلاميون المتخصصون.
وفي ذات السياق، توجه الدكتور محمود بكر، رئيس جمعية كتاب البيئة والتنمية، بالتهنئة للدكتورة ياسمين فؤاد على منصبها الدولي الجديد، معتبرًا إياه تتويجًا لمسيرتها المهنية المتميزة، ودليلًا على الثقة التي تحظى بها الكفاءات المصرية لدى المؤسسات الدولية، خاصة في ظل التحديات البيئية المتصاعدة عالميًا. وأعلن بكر عن توقيع بروتوكول تعاون جديد بين الجمعية ووزارة البيئة يهدف إلى تعزيز التوعية المجتمعية وتكثيف الأنشطة والفعاليات البيئية، بما يخدم المواطن ويحقق أهداف التنمية المستدامة، ويعزز قدرة المجتمع على التكيف مع آثار التغيرات المناخية.
وأوضح بكر أن الجمعية تضم أكثر من 90 صحفيًا وصحفية من مختلف المؤسسات الإعلامية المصرية، وجميعهم يعملون على دعم قضايا البيئة من خلال النشر والتغطيات والتحقيقات، بالإضافة إلى برامج تدريبية وورش عمل تهدف إلى رفع الوعي البيئي وترسيخ مفاهيم التربية البيئية في المجتمع، مقدمًا الشكر للوزيرة على دعمها المستمر لأنشطة الجمعية، خاصة دعمها لمشاركة الجمعية في مشروع “إدارة المعرفة والاتصال وتحفيز الابتكار”، الذي تنفذه ضمن برنامج المنح الصغيرة لمرفق البيئة العالمية.
كما أشاد رئيس الجمعية برعاية الوزارة للجائزة السنوية للتميز الصحفي البيئي، مشيرًا إلى أن هذه المسابقة أصبحت منصة تنافسية تكرّس المهنية وتُشجع على تطوير المحتوى الصحفي البيئي في مصر. واستعرض بكر تاريخ الجائزة، مشيرًا إلى أن الدورة الأولى حملت اسم الصحفية الراحلة سوزان زكي عام 2022، والثانية جاءت باسم الكاتب الصحفي محمد عبد المقصود في 2023، بينما حملت الدورة الثالثة اسم الكاتب الصحفي الكبير وجدي رياض، الذي شغل مواقع رفيعة في الصحافة البيئية والعلمية والصحية، وأسهم في تأسيس قسم البيئة في الأهرام، ونادي علوم الأهرام، وجمعية كتاب البيئة والتنمية.
وأعرب بكر عن تقديره للدعم الذي يقدمه مكتب الالتزام البيئي باتحاد الصناعات لأنشطة الجمعية، مؤكدًا أن الإعلام يمثل أداة حيوية لمواجهة التطرف البيئي وترشيد استهلاك الموارد الطبيعية، إلى جانب دوره الحيوي في تعبئة الرأي العام نحو تبني سياسات بيئية رشيدة.
وتخلل الاحتفال تسليم جوائز مسابقة التميز الصحفي، حيث فاز بالمركز الأول كل من الصحفي حسن بركة والصحفي إبراهيم عودة من جريدة الأخبار، عن ملفهما المعنون “مصانع التدوير وفرص الاستثمار”، فيما فاز بالمركز الثاني الصحفي خالد وربى من موقع “آراب فاينانس”، عن ملفه “مصر مركز عالمي لإنتاج الهيدروجين منخفض الكربون وبورصة طوعية الكربون”. أما الجائزة الثالثة، فذهبت إلى الصحفية راندا يحيى من جريدة الأهرام، عن ملفها حول “المثلث الذهبي وسلة معادن مصر والتنمية النظيفة والاقتصاد الواعد”. وفاز بالمركز الرابع الصحفي إسلام عبد المعبود من جريدة الشروق وموقع 2030، عن تقريره “التحول الأخضر في مصر.. دعم فني وتمويلات من أجل صناعة نظيفة ومستدامة”.
وفي ختام الفعالية، قامت جمعية كتاب البيئة والتنمية بتقديم درع تكريمي لوزيرة البيئة، تقديرًا لجهودها المتواصلة في دعم ملف البيئة، وحرصها على تعزيز الشراكة مع الإعلام البيئي، كما تم تكريم عدد من الشخصيات البارزة، على رأسهم الدكتور شريف الجبلي، والكاتب الصحفي وجدي رياض، والمهندس أحمد كمال، والكاتبين الصحفيين الأستاذ ثابت أمين عواد، والأستاذ فوزي عبد الحليم، بالإضافة إلى الدكتور علي أبو سنة الرئيس التنفيذي لجهاز شؤون البيئة، وذلك تقديرًا لإسهاماتهم في دعم مسيرة العمل البيئي في مصر.