في قمة بغداد.. الدول العربية تدعو لوقف حرب غزة وتندد بمحاولات تهجير الفلسطينيين
عبدالرحمن بدر ووكالات
دعا القادة والزعماء العرب يوم السبت إلى إنهاء الحرب على غزة ونددوا بوضوح بمحاولة إسرائيل تهجير الفلسطينيين من القطاع وذلك في مستهل القمة العربية الرابعة والثلاثين التي انطلقت في بغداد.
وقتلت إسرائيل مئات الفلسطينيين منذ يوم الخميس في واحدة من أعنف موجات القصف منذ انهيار هدنة بينها وبين حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في مارس رغم وجود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في جولة بالشرق الأوسط استغرقت أربعة أيام.
وقال الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد في كلمة افتتاح القمة “تنعقد قمة بغداد في ظل ظروف بالغة التعقيد وتحديات خطيرة تهدد منطقتنا وأمن بلادنا ومصير شعوبنا”.
وأضاف “الهدف الأسمى من عقد قمتنا اليوم، وبعد فترة ليست بالطويلة من عقد قمة طارئة في القاهرة، هو توحيد مواقفنا تجاه التحديات المتزايدة، إيمانا منا بأهمية العمل المشترك، وبما يؤدي إلى تغليب المصالح الوطنية العليا على مصالح أخرى”.
تأتي هذه القمة بعد نحو شهرين من قمة غير عادية استضافتها القاهرة تبنت خلالها الدول العربية خطة لإعادة إعمار غزة دون تهجير سكانها.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى، إن الحرب على قطاع غزة تتحدي كل القوانين والأعراف الدولية.
وتابع خلال كلمته فى القمة العربية الـ 34 فى بغداد بالعراق: “الشعب الفلسطيني متسمك بأرضه ويرفض التهجير، والمنطقة العربية تواجه تحديات غير مسبوقة تتطلب وقفة موحدة”.
وأضاف: “مصر تعتزم تنظيم مؤتمر دولي للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة عقب التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار”.
وقال السيسي: “نواصل التنسيق مع قطر والولايات المتحدة لوقف إطلاق النار في غزة”.
وذكر في كلمته: “قمتنا تنعقد في ظرف تاريخي حيث تواجه المنطقة تحديات معقدة وظروف غير مسبوقة تتطلب من الجميع وقفة موحدة”.
وتتوسط مصر وقطر والولايات المتحدة لإنهاء الحرب على غزة التي اندلعت في السابع من أكتوبر 2023.
لكن ترامب، الذي عاد للرئاسة الأمريكية في يناير الماضي، اقترح تهجير سكان غزة إلى دول مجاورة في مقدمتها مصر والأردن وهو ما رفضته الدولتان بشدة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في كلمته أمام القمة إن “لا شيء يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني”.
وطالب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في كلمته الدول والمنظمات الإقليمية والدولية الحاضرة إلى “تبني خطة عربية لإنهاء الحرب وتحقيق السلام، تشمل الوقف الدائم لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن والأسرى، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، والانسحاب الكامل للاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة”.
وحث أيضا على “إطلاق عملية سياسية تبدأ وتنتهي في مدة زمنية محددة لتنفيذ حل الدولتين وتجسيد الدولة الفلسطينية على أرض دولة فلسطين والاعتراف الدولي بها وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية”.
وأكد عباس أن السلطة الفلسطينية مستمرة في إصلاح مؤسساتها، قائلا “نجدد استعدادنا لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية خلال العام المقبل”.
وأشاد بجهود مصر في دعم الفلسطينيين سياسيا وإنسانيا، داعيا إلى عقد مؤتمر دولي في القاهرة “لتمويل وتنفيذ خطة إعادة الإعمار في قطاع غزة”.
وتواجه إسرائيل ضغوطا دولية متزايدة لاستئناف محادثات وقف إطلاق النار والسماح بدخول الإمدادات الغذائية والطبية إلى غزة. وسأل توم فليتشر، مسؤول المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة، مجلس الأمن الأسبوع المنصرم عما إذا كان سيتخذ إجراءات “لمنع الإبادة الجماعية”.
وأعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال القمة تقديم بلاده 20 مليون دولار لمبادرة الصندوق العربي لدعم جهود التعافي وإعادة الإعمار في غزة بعد انتهاء الحرب وكذلك 20 مليون دولار لإعادة إعمار لبنان الذي لحقت به أضرار واسعة.
وأصدرت حركة حماس بيانا يوم السبت دعت فيه القمة العربية إلى “اتخاذ خطوات عملية لوقف العدوان ورفع الحصار، وتنفيذ قرارات قمة الرياض القاضية بكسر الحصار، وضمان إدخال المساعدات”.
وطالبت الحركة “بفرض عقوبات عربية ودولية عاجلة على الاحتلال ومحاسبة قادته كمجرمي حرب”.
ومن المنتظر صدور بيان ختامي عن القمة في وقت لاحق من يوم السبت .