د. إيهاب الطاهر يكتب: طبيب الامتياز
طبيب الامتياز هو طبيب حديث التخرج تحت التدريب، ولا يتم السماح له بممارسة مهنة الطب بمفرده إلا بعد قضاء فترة التدريب الإجبارى (الامتياز)، والغرض منها هو تأهيل الطبيب للممارسة العملية لمهنة الطب قبل أن يكون مسئولا بمفرده عن أرواح المرضى فى أى وحدة صحية، وبالتالى فإنه يجب قضاء فترة الامتياز فى التدريب الحقيقى لصالح المهنة وصالح المريض.
فترة الامتياز كانت سنة واحدة بالقانون القديم وتم زيادتها إلى سنتين بالقانون الجديد، وأتذكر أننا قد حذرنا وقتها من زيادة فترة الامتياز من سنة إلى سنتين دون تغيير حقيقى للواقع الأليم الذى لا يقدم تدريبا حقيقيا فى كثير من الأحيان، وتم الرد علينا من المسئولين حينها بأنه هناك برنامج تدريبى سوف يتم إلزام جميع المستشفيات بتطبيقه.
– هل تعلم أن مايحصل عليه طبيب الامتياز شهريا حوالى 2600 جنيه، مع الوضع بالاعتبار أن الحد الأدنى للأجور هو ستة آلاف جنيه!؟
– هل تعلم أن طبيب الامتياز محروم من التغطية التأمينية الطبية، أى أنه إذا مرض فلن يجد من يتكفل بعلاجه!؟
– هل تعلم أن طبيب الامتياز ليس له وجبات غذائية أو حتى مكان استراحة بالمستشفيات!؟
– ماذا نقول عندما يشكو أطباء امتياز بمستشفيات قصر العينى (وهى من أكبر المستشفيات الجامعية) من عدم وجود تدريب حقيقى، وبأن البرنامج التدريبى موجود بالأوراق فقط ولا يتم تطبيقه!؟
– ماذا نقول عندما يشكو أطباء بأنه يتم استخدامهم بديلا عن الخدمات المعاونة فى توصيل أكياس الدم وحجز الأشعات وتوصيل تحاليل المعامل وغيرها!؟
– ماذا نقول عندما يشكو أطباء من تعرضهم للتهديد بالعقاب لمجرد اعتراضهم على تكليفهم بمهام ليست من اختصاصهم، ورغبتهم فى قضاء فترة تدريبية حقيقية!؟
– ماذا نقول عندما يتم إجبار طبيب امتياز على البقاء داخل أسوار المستشفى دون عمل أو تدريب، لمجرد أن يقوم بوضع بصمته الكريمة لإثبات تواجده!؟
نرجو أن يقوم المسئولون بوضع حلول لهذه المشكلات التى لن ينساها أى طبيب فى مقتبل حياته العملية، بدلا من الاكتفاء بالتباكى على ازدياد معدل هجرة الأطباء.