“الجبهة الشعبية”: لن نشارك في تمثيليات انتخابية مشوهة ونرفض القوانين الفاشية
كتب – أحمد سلامة
أعلنت الجبهة الشعبية للعدالة الاجتماعية (حق الناس) موقفها الرافض للقوانين الانتخابية المقترحة وتقسيم الدوائر الانتخابية، مؤكدة أنها تمثل تراجعًا عن مطالب القوى السياسية التي طُرحت خلال جلسات الحوار الوطني، وإعادة إنتاج لقوانين اعتبرتها “سيئة السمعة” ومخالفة لمبادئ العدالة والمساواة.
وفي بيان أصدرته، السبت، شددت الجبهة على أن نظام القوائم المطلقة المغلقة المطروح حاليًا هو نظام “إقصائي استبعادي” مستورد من الأنظمة الفاشية، يقضي على التنافس السياسي، ويُكرّس هيمنة أجهزة الدولة على تشكيل القوائم، مشيرة إلى أنه يهدر ما يقرب من نصف أصوات الناخبين.
كما انتقدت الجبهة مشروع قانون تقسيم الدوائر الفردية، معتبرة أنه يتم وفق “انتقائية سافرة” تخل بمبدأ العدالة بين الناخبين، حيث يتم تشكيل دوائر متفاوتة في عدد المقاعد، ما يُفرغ فكرة الدائرة الفردية من مضمونها، ويفتح الباب لممارسات انتخابية غير متكافئة.
ورفضت الجبهة كذلك الاتجاه نحو زيادة رسوم الترشح، والتي وصلت إلى 30 ألف جنيه، بالإضافة إلى تكاليف الكشف الطبي، بما يعني عمليًا أن على المرشح الفردي الفقير دفع ما يقرب من 40 ألف جنيه لمجرد تقديم أوراقه، واصفة ذلك بأنه “سياسة ممنهجة لإقصاء الفقراء من الترشح”.
وشددت الجبهة على تمسكها بعدة ضمانات لإجراء انتخابات نزيهة تُعبّر عن الإرادة الشعبية، على رأسها الإشراف القضائي الكامل على الانتخابات، وتحديدًا من قضاة المنصة، إلى جانب ضمان تمثيل المرشحين عبر مندوبيهم في جميع لجان الدائرة، وإجراء الفرز داخل اللجان الفرعية بحضورهم مع تسليمهم نسخًا رسمية من النتائج.
كما طالبت الجبهة بفترة دعاية انتخابية لا تقل عن شهر، مع ضمان حرية تنظيم المؤتمرات الشعبية، ووضع آلية صارمة لضبط سقف الإنفاق الانتخابي وتغليظ العقوبات على تجاوزه، بما في ذلك شطب المرشحين المتورطين في تقديم رشاوى انتخابية أو تمويل الأحزاب بمبالغ ضخمة نظير الترشح على قوائمها.
ودعت إلى تسهيل تعامل المرشحين مع مؤسسات الدولة، خاصة مكاتب الشهر العقاري، من خلال إتاحتها بالكامل دون حصرها في عدد محدود من الفروع، إلى جانب ضمان التزام أجهزة الدولة بالحياد الكامل في العملية الانتخابية، وتجريم أي تدخل من جانبها.
وفيما يتعلق بالإعلام، شددت الجبهة على ضرورة إتاحة تغطية عادلة ومتوازنة لكل المرشحين والأحزاب في وسائل الإعلام الرسمية.
وأكدت الجبهة في ختام بيانها أن معركتها من أجل انتخابات حقيقية هي “معركة من أجل الكرامة الوطنية”، مشيرة إلى أنها لن تنخدع بشعارات زائفة، ولن تشارك في “تمثيليات انتخابية مشوهة”، بل ستقف بثبات دفاعًا عن قيم الحق والعدالة والديمقراطية.