الاستثمارات القطرية في مصر “قيد التفعيل”.. والكوارى: نرى فرصًا واعدة ونؤكد على الأسس التجارية
درب
قال وزير المالية القطرى، علي بن أحمد الكواري، إن العلاقة بين قطر ومصر “مهمة للغاية”، مشيرًا إلى أن السوق المصرية تُعد من الأسواق ذات الإمكانات الكبيرة للنمو المستقبلي، لاسيما في قطاعات رئيسية مثل العقارات والسياحة والصناعة، مؤكدًا في الوقت ذاته أن الاستثمارات القطرية يجب أن تنطلق من اعتبارات اقتصادية وتجارية خالصة.
جاءت تصريحات الكواري خلال مشاركته في جلسة حوارية بمنتدى قطر الاقتصادي المنعقد في الدوحة، حيث أشار إلى أن خيار تحويل الودائع القطرية في مصر إلى استثمارات مباشرة لا يزال مطروحًا على الطاولة، لكنه لم يُفعّل بعد، في إشارة تعكس أن الملف ما يزال قيد المناقشة والتنفيذ، دون الدخول في تفاصيل زمنية محددة أو إجراءات عملية نهائية.
ويأتي هذا التصريح في سياق تطورات العلاقات الثنائية التي شهدت دفعة جديدة منتصف الشهر الماضي، عقب زيارة عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية إلى العاصمة القطرية الدوحة، والتي أسفرت عن اتفاق مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، على توجيه حزمة استثمارات قطرية مباشرة في مصر تُقدّر بنحو 7.5 مليار دولار، في إطار تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
وتُظهر البيانات الرسمية الصادرة عن مؤسسات الاستثمار أن الاستثمارات القطرية في السوق المصرية سجلت نموًا خلال السنة المالية 2023-2024، لتبلغ نحو 618.5 مليون دولار، مقارنة بـ548.2 مليون دولار في السنة السابقة.. وفي المقابل، شهدت الاستثمارات المصرية في السوق القطرية ارتفاعًا لافتًا، إذ بلغت 171.5 مليون دولار مقابل 86.8 مليونًا فقط في العام السابق، مما يشير إلى حالة من التوازن التدريجي في مسار العلاقات الاقتصادية الثنائية.
ورغم الزخم الذي اكتسبته هذه العلاقة مؤخرًا، فإن الجانب القطري ما زال يشدد على أهمية توافر بيئة استثمارية قائمة على العوائد المجدية والأسس التجارية، وهو ما يعكس حرص الدوحة على تحقيق مصالح اقتصادية واضحة، بعيدًا عن الطابع السياسي أو الرمزي فقط.
وفي سياق إقليمي آخر، تطرق وزير المالية القطري إلى الملف السوري، مشيرًا إلى أن استقرار سوريا وازدهارها يصب في مصلحة المنطقة ككل، مؤكدًا التزام بلاده بدعم الشعب السوري خلال هذه المرحلة الدقيقة. وأوضح أن قطر ترى في عملية إعادة الإعمار السوري فرصة استثمارية مستقبلية، خاصة في مجالات الطاقة والمياه والبنية التحتية، معتبراً أن سوريا “تبني دولة من الصفر” وتحتاج إلى دعم واسع النطاق.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تتجه فيه المنطقة نحو تحولات سياسية واقتصادية متسارعة، تبحث فيها الدول عن فرص جديدة في ظل الأزمات والتحديات المتداخلة، بما في ذلك إعادة تشكيل أولويات الاستثمارات والشراكات الاستراتيجية.