طائرات الدعم السريع تضرب بورتسودان للمرة الثالثة: قصف منشآت حيوية وحرائق قرب الميناء الرئيسي

درب

للمرة الثالثة، شنت طائرات مسيّرة تابعة لمليشيات الدعم السريع هجوماً على منشآت حيوية في مدينة بورتسودان شرقي السودان، بحسب ما أفادت به صحيفة سودان تربيون اليوم الثلاثاء.

واستهدف القصف محيط ميناء ومطار بورتسودان، ما أدى إلى تصاعد كثيف للنيران والدخان في سماء المدينة. وأشارت الصحيفة إلى اندلاع حرائق كبيرة في مستودعات نفطية قرب الميناء الجنوبي، الذي يُعد الشريان البحري الرئيسي للسودان على ساحل البحر الأحمر.

كما دوّت انفجارات أخرى بالقرب من فندق مارينا وسط المدينة، وفي محيط قاعدة فلامنجو العسكرية شمال بورتسودان، مما تسبب في تصاعد محدود للدخان دون أنباء عن خسائر بشرية.

وبحسب المصادر ذاتها، فقد ألحقت الطائرات المسيّرة أضراراً مادية محدودة بفندق مارينا القريب من مقر قصر الضيافة، وسط توتر متصاعد في المدينة التي كانت تُعد آخر معاقل الاستقرار في شرق البلاد.

ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، تحوّلت مدينة بورتسودان الواقعة على ساحل البحر الأحمر إلى مقر مؤقت للحكومة السودانية بعد سيطرة الدعم السريع على العاصمة الخرطوم.. وباتت المدينة تُعرف بـ”العاصمة البديلة”، حيث نُقلت إليها مقار حكومية وعدد من البعثات الدبلوماسية.

وفي ظل التقدم العسكري المحدود على الأرض، كثفت قوات الدعم السريع في الأشهر الأخيرة من استخدام الطائرات بدون طيار لاستهداف مواقع استراتيجية خاضعة للجيش السوداني، خصوصاً في شرق البلاد.. فيما يُعد استهداف منشآت بورتسودان تصعيداً خطيراً، بالنظر إلى رمزيتها السيادية وموقعها الجغرافي الحساس.

كما أن ميناء بورتسودان هو المنفذ البحري الأهم للسودان، ويُعد شريانًا حيويًا لواردات الغذاء والوقود والمساعدات الإنسانية.. كذلك يشكل مطار المدينة نقطة إمداد استراتيجية للجيش السوداني وتحركات الوفود الحكومية والدولية.

ورغم احتدام الصراع غرباً وفي العاصمة، بقي شرق السودان بعيداً نسبياً عن العمليات العسكرية الكبرى، غير أن تكرار استهداف بورتسودان ينذر بإمكانية توسع نطاق الحرب إلى مناطق جديدة، ويمثل تهديداً مباشراً للجهود الإنسانية والدبلوماسية التي تنطلق من هناك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *