ترامب يطلب مرور السفن الأمريكية مجانا من قناة السويس.. والتجمع: تصريحات تكشف عن عقلية استعمارية بغيضة
رئيس التجمع: قناة السويس ليست بزنس لتربح منه الشركات الأمريكية.. ولا يمكن التفريط في السيادة
كتبت: ليلى فريد
طالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بجعل عبور السفن الأميركية في قناتَي بنما والسويس مجانياً، طالبا من وزير خارجيّته ماركو روبيو معالجة هذه القضية فورا.
وبعد أشهر من تكرار رغبته في السيطرة على قناة بنما، يصبّ الرئيس الأميركي حالياً تركيزه على قناة السويس، وهي طريق نقل استراتيجي آخَر للتجارة العالمية.
وكتب ترامب على منصته الاجتماعية «تروث سوشال»: «يجب السماح للسفن الأميركية، العسكرية والتجارية على السواء، بالمرور بحرّية عبر قناتَي بنما والسويس. هاتان القناتان ما كانتا لتوجَدا لولا الولايات المتحدة الأميركية».
بدوره استنكر سيد عبد العال، رئيس حزب التجمع، تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي طالب فيها بمرور السفن الأمريكية عبر قناة السويس مجانًا.
وقال عبد العال في بيان الأحد: هذه التصريحات ليست مجردَ خطابٍ استفزازيٍّ فارغ، لكنها تكشف عن عقلية استعمارية بغيضة، ولن يستطيع ترامب أو غيره، إعادة مصر كدولة كبرى لها وزنها إلى زمن الامتيازات الأجنبية، عندما كان يتم نهب الأوطان بإرادة المُحتل.
وتابع أن أية مواطن حر لا يمكنه التفريط في سيادة بلده، وفاته أن المصريين حفروا قناة السويس مرتين، الأولى بالماء، والثانية بالدماء عند اسعادتها من قبضة الاستعمار عام ١٩٥٦.
وأضاف عبد العال: يبدو أن الرئيس الأمريكي فاته أن الزعيم جمال عبد الناصر حول قناة السويس من ممرٍ استعماريٍ إلى شريانٍ – ورمز – للتحرر الوطني، وربما يجهل، أن مصر يقودها الأن رئيس قادر تمامًا على الحفاظ على الثوابت الوطنية مدعومًا بمساندة شعبية، قادرة على التصدي لأطماع ترامب وأمثاله .
وقال إن قناة السويس ليست “بزنس” لتربح منه الشركات الأمريكية، ولا ملكية خاصة لـ ” واشنطن ” ، وإن كانت تحت السيادة المصرية الكاملة، لكنها مِلكٌ للبشرية جمعاء، واتفاقية القسطنطينية — التي يتمسح فيها ” ترامب ” اليوم، تؤكد أن العبورَ حق لجميع السفن وقت السلم والحرب، لكنها لا تذكر كلمةً واحدةً عن “المجانية” التي يطالب بها لأمريكا التي اعتادت أن تَسلب موارد الشعوب باسم الحرية والاقتصاد .
وحذر رئيس التجمع من العبث بسيادة مصر كخطٌ أحمر، وأشار إلى أن رسوم القناة عادلة، ويتم تحديدها وفق معايير دولية، دون تمييزٍ بين سفينةٍ روسيةٍ أوصينيةٍ أوأمريكية، ولا يمكن للولايات المتحدة أن تفرض شروطًا استثنائية، ولا يمكن التعامل مع تصريحات ترمب إلا باعتبارها استعمارًا اقتصاديًا بثوبٍ جديد، والمؤكد أن مصر التي كسرت غطرسة المستعمر الأوروبي، لن تخضع لابتزاز رجلٍ أعمالٍ أمريكي متطرفٍ يلبس عباءة السياسة .
واختتم: “لن ندفع ثمن أوهام الإمبراطورية الأمريكية ، التي حولت الشرق الأوسط إلى جحيم من النيران، وتريد أن تنهب آخرَ ما تبقى له من موارد”.