مصر وإيران تبحثان احتواء التصعيد الإقليمي: دعوة لضبط النفس وحماية الملاحة في البحر الأحمر
كتب – أحمد سلامة
أجرى د. بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، اتصالًا هاتفيًا مع عباس عراقجي، وزير خارجية إيران، لمناقشة المستجدات المتسارعة في المنطقة والتطورات الإقليمية التي تشهدها المنطقة.
وأكد السفير تميم خلاف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن الاتصال تناول أهمية احتواء التصعيد الراهن وضرورة ضبط النفس خلال هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة، محذرًا من اتخاذ أي خطوات قد تُسهم في زيادة التوترات.
يأتي هذا الاتصال في ظل تصاعد التوترات الإقليمية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، حيث تتزايد المخاوف من انزلاق المنطقة إلى دائرة أوسع من العنف والصراعات.. حيث تشهد المنطقة حاليًا أزمات متعددة، بما في ذلك التوترات في البحر الأحمر، إذ تتعرض حرية الملاحة لتهديدات متزايدة بسبب الهجمات التي تشنها جماعات مسلحة، مثل الحوثيين في اليمن، على السفن التجارية، مما أثر على حركة التجارة العالمية عبر هذا الممر الحيوي، كما تستمر الأوضاع في قطاع غزة في التدهور، حيث تشهد المنطقة تصعيدًا عسكريًا مستمرًا بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، مما أدى إلى سقوط مئات الضحايا وتفاقم الأزمة الإنسانية.
خلال الاتصال، شدد الوزير عبد العاطي على ضرورة حماية حرية الملاحة في البحر الأحمر، مؤكدًا أهمية استعادة الهدوء في الإقليم وتفادي أي تحركات قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد.
ويُعتبر البحر الأحمر أحد أهم الممرات المائية في العالم، حيث يمر عبره حوالي 15% من التجارة العالمية، بما في ذلك النفط والسلع الأساسية، وتسبب أي اضطرابات في هذا الممر ارتفاعًا في تكاليف الشحن وتؤثر على الاقتصادات العالمية، بما في ذلك الاقتصاد المصري الذي يعتمد بشكل كبير على إيرادات قناة السويس المرتبطة بحركة الملاحة في البحر الأحمر.
كما تناول الاتصال التطورات في قطاع غزة، حيث استعرض الوزير عبد العاطي الجهود المصرية لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار وبدء تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.
ويواجه القطاع تحديات كبيرة، حيث أدى التصعيد الأخير إلى تدمير واسع للبنية التحتية وتفاقم الأزمة الإنسانية، مع نزوح الآلاف من السكان ونقص حاد في المساعدات الطبية والغذائية.. وتسعى مصر من خلال هذه الجهود إلى تحقيق تهدئة مستدامة تُتيح إعادة الإعمار وتحسين الأوضاع المعيشية في القطاع، مع التأكيد على ضرورة احتواء التصعيد الراهن لمنع تفاقم الوضع.