مدحت الزاهد يكتب عن: الرائع عبدالناصر إسماعيل.. وأجمل أبناء مصر المحبوسين.. الحرية لكل سجناء الامل

إختفى عبد الناصر اسماعيل يوم 23 سبتمبر عام ٢٠١٩، وظهر في نيابة أمن الدولة يوم 30 سبتمبر، بعد أسبوع كامل من اختفائه. وسجل محضر الضبط أن تاريخ القبض عليه هو يوم 30 سبتمبر ولعله كان تائها طيلة أسبوع كامل، أو لعله كان مشغولا بالتخطيط مع الجماعة الإرهابية فى مخططات هدم الدولة، حتى داهمت قوات الأمن وكر الشر وقدمته فى نفس اليوم لجهات التحقيق.

وعبد الناصر هو نائب رئيس حزب التحالف الشعبي الإشتراكي، وقد وجهت له تهمة مشاركة جماعة إرهابية أغراضها، أما النائب الآخر فهو د. زهدي الشامي الذى سبق اتهامه فى الفضيحة الشهيرة باطلاق النار من سلاح اخفاه فى البالطو وقتل به زميلته شيماء الصباغ (شهيدة الورد) حتى برأ القضاء ساحته، وتم تقديم الضابط القاتل إلى المحكمة، والحكم عليه بالسجن 10 سنوات، بعد إدانته فى كل مراحل التقاضي.

وفى نفس فترة القبض على عبدالناصر، تم القبض على عبدالعزيز الحسينى نائب رئيس حزب تيار الكرامة، الذى ألقت قوات الأمن القبض عليه من منزل الأسرة فى الساحل الشمالي، وتم ترحيله إلى القاهرة فى سيارة ترحيلات المساجين وحلق شعره على الزيرو، أسوة بعتاة المجرمين، وتم توجيه الاتهام له بالانتماء إلى جماعة إرهابية، وليس مجرد مشاركة أهدافها، والقبض أيضا فى نفس الفترة على خالد داوود رئيس حزب الدستور السابق، بتهمة مشاركة جماعة ارهابية اهدافها، رغم تعرضه من قبل لاعتداء غاشم نسبته أجهزة الأمن وقتها للجماعة الإرهابية التى استهدفته لمعارضته إعلان مرسي الدستوري (اعلان الحاكم بامر الله) ودفاعه عن الدولة المدنية.

أما الإتهام الذي وجهوه لعبدالناصر بخدمة جماعة إرهابية فليس أقل تهافتا من الاتهامات التى وجهت لدكتور زهدي بقتل شيماء، وهو الإتهام الذى تم الترويج له وقتها بتلفيق فيديوهات وبثها فى عدة قنوات، تأكيدا لدور الاعلام فى تداول الآراء والمعلومات (بناء على فبركات أمنية وبتعليمات أمنية) .

أما المشترك بين ناصر والحسينى أن كلاهما نائب رئيس حزب، وكلاهما دمث الخلق، ودود مخلص ومثابر ومنحاز لقضايا الوطن والشعب، وكلاهما مؤمن بالدولة المدنية الديمقراطية، وعضو مؤسس في الحركة المدنية الديمقراطية، الذي أكد بيانها التأسيسي على انفتاحها على كل تيارات القوى الوطنية، عدا من تلوثت يده بدم أو فساد ومن يؤمنون بالاستبداد السياسي أو الديني، وأكدت بياناتها إيمانها بالمساواة وعدم التمييز وبدولة المواطنة بحقوق كاملة متساوية، لكل مواطنيها بصرف النظر عن الدين أو اللون أو الطبقة أو النوع الاجتماعي.

وعبد الناصر والحسيني وداوود، مثلهم مثل زياد العليمى وكيل المؤسسين للحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى وحسام مؤنس (سجناء الامل) عضو المكتب السياسى لتيار الكرامة، وقد سبق ان ادليت بشهادتى عنهما، وقبلهم المهندس يحيى حسين المتحدث الرسمى السابق للحركة المدنية وكان مديرا لمعهد إعداد القادة، وتمت ال‘طاحة به من منصبه أثناء حكم مرسى، لكنه أيضا، وكل من يعارض سياسات الحكم، يشارك الجماعة الإرهابية أهدافها، وعلاء عبدالفتاح وهيثم محمدين والأشرفان أيوب والحفني، ونفس الاتهام يشمل هشام فؤاد، والبربري، والباقر وسولافة وشادي وإسلام وكمال البلشي وإسراء وحازم حسني، وزياد أبو الفضل وكل سجناء الرأي خلف القضبان، وعشرات غيرهم من رموز الحركة الديمقراطية، ومن أنصار شعار الدين لله والوطن للجميع. والمناضلين من أجل دولة مدنية ديمقراطية وضد الإستبداد.

أما عبدالناصر فهو لكل من عرفه شاب مشهود له انه خلوق ورقيق عفيف اليد واللسان، أهم ما يميزه النزاهة والموضوعية والرجولة والمودة وحب البشر. عندما كان مدرسا قدم مساعدات إضافية للطلبة تطوعا ولم يقبل أن يعوض بالدروس الخصوصية اخفاقات منظومة التعليم، أو قلة راتبه، والفيدوهات التى تتضمن آراءه فى إصلاح منظومة التعليم خير شاهد على ذلك، فهو يعارض بالرؤية السليمة والمعلومات والحقائق، ولن تجده أبدا متلبسا بالمزايدة أو المكايدة السياسية أو التورط فى مهاترات ونمائم.

وكان عبد الناصر لاعب كرة مميز و واعد فى فريق أشبال الزمالك، من جيل أشرف قاسم، ولكن والده (رحمة الله عليه) أمره بهجر الكرة والتفرغ لدراسته، وكنت أداعبه وأقول له أن والده ضيع مستقبله، وأضر الكرة والسياسة معا، وقدم للاهلى خدمة عظيمة بحرمان الزمالك من موهبة واعدة.

ولنفس الصفات التى رشحته كرئيس لاتحاد نقابات المعلمين، بذلت جهدا كبيرا معه، ولفترة طويلة، أن يكون رئيسا لحزب التحالف الشعبى الإشتراكي عن قناعة منى بأن الجيل الوسط وبقيادات مثل عبد الناصر ينبغى أن تتصدر قيادة العمل السياسى، ومواقعه وأن على الجيل السبعينى الذى انتمى إليه، الحفاظ على  مواقفه والتخلى عن مواقعه مع تقديم كل العون والدعم للقيادات الشابة، ولكن عبد الناصر رفض بشدة ، وقبل بالكاد أن يترشح لمنصب نائب الرئيس.

أحيانا أشعر بالندم أننى شاركت فى ترشيح ناصر للموقع الذى استهدفته الضربة الأخيرة، ثم أعود وأقول لنفسى وما الفرق لو كانت الضربة استهدفتني أنا أو أي رفيق؟ ما الفارق؟ وأجمل من فيك يا مصر خلف القضبان، بينما الإرهاب يصول ويجول خارجها.

الحرية لعبد الناصر إسماعيل ولكل الجدعان ولأجمل من فيك يا مصر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *