شهادة سجينة سابقة عن وقائع الإهانة والانتهاكات في أماكن الاحتجاز: حينما دخلت في نوبة هستيرية عندما أدخلت سجانة يدها في أماكن حساسة بجسدي

حاولت الانتحار وطبيبة السجن لم تسأل عن الإصابات في جسدي.. وطلبت من “نبطشية” عنبر الإيراد النوم مع استمرار نزيف أنفي فقالت لي: معنديش نوم بالنهار ده النظام

نشرت المفوضية المصرية للحقوق والحريات شهادة معتقلة سابقة عن تفاصيل القبض عليها وترحيلها ومعاناتها داخل السجن، تزامنا مع فعاليات اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء.

وبحسب المفوضية، تقول “أ خ”: “سجنت سابقا لمدة عام ونصف على ذمة إحدى القضايا، عندما يتم القبض على سيدات أول ما يحدث لهن التفتيش الذاتي، وهذا ما يحدث غالبا عن طريق الجنائيات في أقسام الشرطة، بعدها يكون الاحتجاز في مكان أقل ما يقال عنه أنه غير آدمي، من حيث التهوية أو طريقة النوم، وأحيانا يكون أسلوب التعامل سيئا جدا، ويشمل إهانات للنساء على جميع المستويات، بعدها يتم الترحيل للسجن في أي وقت، وهناك تحدث انتهاكات كثيرة جدا، بداية من التفتيش غير الآدمي مرورا بمكان الاحتجاز وغيره”.

وتضيف: “وقت ترحيلي للسجن كنت قبلها حاولت الانتحار، وأثناء ترحيلي في عربية الترحيلات، عملت حادثة أصبت على إثرها بعدة كدمات ونزيف من الأنف، وصلت السجن آخر النهار من غير تقرير طبي للإصابات اللي حصلت لي، ومن غير تحليل حمل وقت الترحيل، طبقا للإجراءات اللي المفروض تحصل ومحصلتش”.

وأوضحت: “دخلت السجن استقبلني المأمور، وبعدها اتعرضت علي طبيبة لم تذكر أو تسأل عن الإصابات اللي في جسمي، بعدها تم إعطائي ما يسمى “بالشول” وده الزي الرسمي بتاع السجن، وهو عباءة تشبه قفطان الرجال، أو زي مستشفي المجانين، لونها أبيض قماشها من البوليستر ملمسها ناشف جدا يحتك بالجسم ويسبب التهابات وحساسية”.

وتابعت: “أخدتني سجانة لممر في آخر الطرقة في إحدى طرقات السجن، طلبت مني أخلع هدومي عشان تفتشني،  خلعت ملابسي الخارجية، واللي كانت بنطلون جينز وبلوزة، طلبت مني خلع ملابسي الداخلية، رفضت لأني كنت تعرضت على يد نفس السجانة للتحرش في اعتقال سابق، مكنتش أعرف وقتها إجراءات التفتيش، وبناء على ده رفضت خلع باقي هدومي، حاولت تقلعني بالعافية، حاولت أبعدها عني، بس كانت أقوى مني بكتير وجسمها كبير وتعبي طول الأيام اللي قبلها خلاني ضعيفة قدامها، بالإضافة لأن وجودي في نفس الموقف اللي تعرضت فيه للتحرش من قبل واللي بتعالج منه وبتابع مع طبيب نفسي علي خلفيته واللي خلاني بعاني من نوبات فزع مصاحبة بتشنجات خلاني مجرد ما حاولت تلمس جسمي دخلت في نوبة هيستيرية من البكاء والفزع والتشنجات”.

وواصلت: “وقعت في الأرض، لكن ده مكنش شافع عشان تسبني كانت بدأت تقلعني هدومي، واستخدمت إيدها اللي كانت لابسه فيها كيس بلاستيك أخدته من الأرض وأدخلت يدها في مناطق حساسة، عملت ده أكتر من مرة تدخل وتخرج يدها، وقبلها تلمس مناطق معينة من جسدي بطريقه غير طبيعية، وبعدين سابتني، وادتني “الشول”، لبسته واخدتي سجانة لغرفة اسمها الإيراد”.

ولفتت إلى أن “عنبر الإيراد كان عبارة عن غرفة متوسطة الحجم تضم أكثر من 40 سيدة، دخلت استلمتني مسجونة يطلقون عليها النبطشية، فتشت حاجتي تاني، وقعدت تسألني عن تفاصيل قضيتي، طلبت منها أنام لأني تعبانة جدا، وبالفعل كان النزيف من أنفي مستمر، وبالرغم من كده قالت لي معنديش نوم بالنهار ده النظام، وبعد شوية لما لقت فعلا إن لون وشي مخطوف وفيه نزيف مستمر سمحت لي أنام ساعة على سرير إحدى الموجودات”.

وأشارت إلى أن “الإيراد يضم 3 سراير كل سرير 3 أدوار لا يكفوا كل الموجودين، والباقي بيناموا على الأرض، بعد ساعة صحتني، قالتلي: “قومي بقي أنا معنديش نوم بالنهار أصلا أنا نيمتك ساعة بس عشان أنتي تعبانة نزلت من على السرير أدخل الحمام قبل ما اوصل وقعت اغم عليا لحد ما فوقوني”.

وواصلت: “وقت النوم قالت لي هتنامي على الأرض، وقالت لي السياسيين ميناموش في الأرض، بعد مناوشات ونقاشات بالفعل نمت بجوار إحدى الجنائيات وبعدها بقينا ننام 3 في سرير 80 سم، قعدت 21 يوما في الإيراد أحيانا كان بيوصل عددنا لـ60 وأكتر”.

وأشارت إلى أنه: “في الترحيلات كانت بهدلة من نوع تاني بنتنقل في عربية صفيح متوسطة الحجم، مفيهاش أي هوا، غير كام فتحة صغيرة متقفلين بسلك حديد في الصيف بتكون زي الفرن لدرجة بنرجع السجن زي ما يكون عندنا ضربة شمس، أما في الشتا بنكون زي اللي دخل تلاجة وبنرجع كلنا عيانين وعندنا برد حتى لو لابسين تقيل”.

وأكدت السجينة السابقة: “أوقات بتتغير العربية لو كان عددنا كبير، وطلبنا وأصرينا على تغييرها بسبب العدد وبيكون في احتمالية للاستجابة. بنوصل الجلسة يتم تفتيش ذاتي تاني، رغم أننا بنكون اتفتشنا وإحنا خارجين من السجن ولما بنرجع بنتفتش تاني في السجن”.

وواصلت: “بالنسبة للأكل اللي مش معاه فلوس مش بيعرف يعيش  في السجن، أكل السجن اللي معروف بالتعيين مبيكفيش بني آدم بأي شكل من الأشكال، عبارة عن 3 أرغفة عيش في اليوم، علبتين جبنة في الأسبوع، و4 بيضات أسبوعيا، ويومين في الأسبوع لحمه ريحتها بس كفيلة تخلينا نقرف من الأكل شهر كامل”.

واستطردت: “بعض الحاجات ممنوع تدخل لكنها بتتباع عادي في الكانتين والكافيتريا، وطبعا أسعار سياحية تزيد عن ضعف التمن. ممكن يوم ناخد طمطماية أو بطاطساية أو جزرة أو خيارة، وأحيانا برتقالة أو رمانة كل يوم ثمرة واحدة من دول، وبالنسبة للتريض مدته ساعتين، وكانوا بيسمحوا لنا بزيارة أسبوعية مدتها 10 دقائق. الجنائيات يتم التعامل معهم بطريقة غير آدمية ضرب، وشتيمة، وأحيانا بيناموا في الحمام”.

واستكملت: “في المستشفى بنعاني مر المعاناة بيعاملونا على أننا مجرمين، وبالتالي أسوأ معاملة، وأغلب الدكاترة لسه صغيرين وبيتدربوا علينا، كمان الأدوية أغلبها مش موجودة، ولما واحدة من الجنائيات بتتعب بعد السجن ما يتقفل في الغالب يرفضوا نقلها المستشفي إلا لو كانت خلاص بتموت أو تبع النبطشية، باقي الحالات بيقولوا لهم استنوا للصبح أو خدوا مسكن، مش كل التخصصات موجودة في المستشفى، ولا كل الأدوية، وفيه بعض التحاليل والإشاعات ممكن لو حد اتطلب منه يقولوا أعملها في معمل برة، في السجن بيكون فيه تعاقد بين السجن وأحد المعامل أو الأماكن الخاصة بالأشعة، وبتكون على حسابنا اللي عايز يعمل تحليل برة يدفع تمنه، اللي مطلوب منه رسم قلب يدفع تمنه، ومش كل الناس معاها تدفع طبعا، حتى وقت كورونا لم تتم أي إجراءات استثنائية زي تقليل عدد المساجين في العنبر أو التريض أو أي نضافة أو غيره”.

لمشاهدة المنشور اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *