“شراكة تاريخية”.. ماكرون يشيد بالتعاون الفرنسي-المصري في تطوير مترو الأنفاق
كتب – أحمد سلامة
أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن فخره بالتعاون الممتد بين فرنسا ومصر في مجال النقل الحضري، وخاصة في تطوير شبكة مترو الأنفاق بالقاهرة، وذلك في منشور له عبر منصة “إكس”.
وأشار ماكرون إلى أن هذا التعاون، الذي بدأ منذ عام 1984، يُعد نموذجًا للشراكة الاستراتيجية بين البلدين، مؤكدًا استمرار دعم فرنسا لمصر في مشروعات البنية التحتية الحيوية.
في منشوره، كتب ماكرون: “منذ عام 1984، تقف فرنسا إلى جانب مصر في بناء شبكة مترو الأنفاق الخاصة بها. يستخدم ملايين الركاب يوميًا الخطين 1 و3، وقريبًا المونوريل نحو العاصمة الجديدة والخط السادس المستقبلي”.. مضيفا أن الخط الثالث من مترو القاهرة قد خضع للاختبارات اللازمة وتمت الموافقة عليه، واصفًا هذا الإنجاز بأنه “فخر مشترك” يعكس قوة العلاقات بين فرنسا ومصر.
وجاءت تصريحات ماكرون خلال زيارته الرسمية إلى القاهرة، والتي استمرت يومين، حيث التقى خلالها بالرئيس عبد الفتاح السيسي لمناقشة تعزيز التعاون الثنائي في عدة مجالات، بما في ذلك البنية التحتية والتنمية المستدامة.. وشهدت الزيارة توقيع عدد من الاتفاقيات المتعلقة بمشروعات النقل الحضري، بما في ذلك تطوير شبكة مترو الأنفاق والمونوريل الذي يربط القاهرة بالعاصمة الإدارية الجديدة.. كما تضمنت الزيارة جولة ميدانية لماكرون والسيسي في أزقة خان الخليلي التاريخية، مما أضاف بُعدًا ثقافيًا للزيارة.
ويُعد مترو القاهرة أحد أبرز المشروعات التي تجسد التعاون الفرنسي-المصري على مدى أربعة عقود، حيث بدأ المشروع في عام 1984 بتمويل ودعم تقني من الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD)، بالإضافة إلى مساهمات شركات فرنسية رائدة مثل “آلستوم” و”سيسترا” في تصميم وتنفيذ الخطوط. الخط الأول لمترو القاهرة، الذي افتتح في عام 1987، كان أول مترو أنفاق في إفريقيا والمنطقة العربية، ويمتد من حلوان جنوب القاهرة إلى المرج الجديدة شمالًا، بطول 44 كيلومترًا.. أما الخط الثالث، الذي أشاد به ماكرون، فيمتد من إمبابة غرب القاهرة إلى مطار القاهرة شرقًا، ويخدم أكثر من 500,000 راكب يوميًا.
اليوم، ينقل مترو القاهرة حوالي 3.5 مليون راكب يوميًا، مما يجعله العمود الفقري للنقل العام في العاصمة المصرية، التي يقطنها أكثر من 20 مليون نسمة، كما يُعد المترو وسيلة نقل مستدامة تُقلل من الازدحام المروري وانبعاثات الكربون، وهو ما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة التي تسعى مصر وفرنسا لتحقيقها.
وأشار ماكرون في منشوره إلى مشروعين مستقبليين يعكسان استمرار التعاون بين البلدين: المونوريل والخط السادس لمترو القاهرة. المونوريل، الذي يربط القاهرة بالعاصمة الإدارية الجديدة ومدينة 6 أكتوبر، يُعد أحد أكبر مشروعات النقل الحضري في مصر، ويُتوقع أن ينقل حوالي 500,000 راكب شهريًا عند اكتماله.. الخط الأول للمونوريل، الذي يمتد من مدينة نصر إلى العاصمة الإدارية بطول 54 كيلومترًا، تم تنفيذه بمساهمة شركات فرنسية، بينما يمتد الخط الثاني من الجيزة إلى 6 أكتوبر بطول 42 كيلومترًا.
أما الخط السادس المستقبلي لمترو القاهرة، فهو في مرحلة التخطيط، ومن المتوقع أن يمتد من الخصوص شمال القاهرة إلى المعادي جنوبًا، بطول حوالي 30 كيلومترًا، مما سيُسهم في تخفيف الضغط على الخطوط الحالية وتحسين تجربة التنقل للمواطنين.
ويشمل التعاون المصري الفرنسي مجالات أخرى مثل الطاقة المتجددة، التعليم، والثقافة، ومع ذلك، ترى القيادتين المصرية والفرنسية أن مترو الأنفاق يُعد رمزًا بارزًا لهذا التعاون، حيث ساهمت الوكالة الفرنسية للتنمية بتمويل يتجاوز 1.5 مليار يورو على مدار العقود الماضية لدعم المشروع، كما أن الشركات الفرنسية قدمت خبرات تقنية متقدمة في تصميم الأنفاق، تشغيل القطارات، وأنظمة السلامة، مما جعل مترو القاهرة نموذجًا يُحتذى به في المنطقة.