خالد البلشي يروي تفاصيل مكالمة مع والدة الصحفي المحبوس كريم إبراهيم: تليفون بسيط مع نهاية العام كتب حقيقة ما يسمى بعام “الحوار الوطني”

مع بداية العام الجديد.. والدة الزميل كريم إبراهيم المحبوس منذ 2019 تسأل: لو خروجه من الحبس صعب على الدولة كده.. هل ممكن أشوفه؟

البلشي: والدة كريم كانت تنكلم عن أبسط حقوقها.. بينما لا أملك إلا كلمات عاجزة وحبال دائبة تعبت هي من سماعها وتعبت أنا من تكرارها

بعد المكالمة صارت أمنيتي الأولى أن ترى والدة كريم وكل من يماثلها أبنائهم.. هكذا صغرت أحلامهم وأحلامنا.. فهل هذا كثير؟!

كريم حصل على عضوية النقابة بعد حبسه بفترة فهل كثير على نقابة الصحفيين ونقيبها المسئول الأول عن الحوار الوطني أن يحقق أمنية والدته

البلشي يتساءل: هل هناك معنى لأي دعوة للحوار أو حديث عنه ولدينا حالات مثل كريم ولدينا محبوسين لسنوات ممنوعين من الزيارة

كتب – أحمد سلامة

روى الكاتب الصحفي، خالد البلشي، رئيس تحرير موقع “درب” وعضو مجلس نقابة الصحفيين الأسبق، تفاصيل مكالمة هاتفية أجرتها معه والدة الصحفي الزميل المحبوس منذ 2019 كريم إبراهيم، عبرت عن كمّ الألم والمعاناة التي تعانيها أسر المحبوسين مع نهاية عام وبداية آخر.
وكتب البلشي “كل سنة وغيرنا طيب.. كنت استعد لكتابة أمنيات لعام أفضل لكن تليفونها كان كفيلا بأن أتوقف؟ تليفون بسيط مع نهاية العام كتب حقيقة ما يسمى بعام الحوار الوطني”.
ويضيف البلشي “كانت على الطرف الآخر تتكلم عن أبسط حقوقها أن ترى ابنها الصحفي المحبوس منذ أبريل 2019 بلا زيارة.. بينما لا أملك الا كلمات عاجزة وحبال دائبة تعبت هي من سماعها والتعلق بها وتعبت انا من تكرارها.. فهل من حق والدة الزميل الصحفي كريم ابراهيم أن تراه بعد ما يقرب من ٣ سنوات حبس بلا زيارة أو رؤية”.
ويستكمل “اتصال والدة الزميل الصحفي كريم إبراهيم هذه المرة جاء بطلب وحيد خال من الأمل وصوت أنهكه المرض (طيب لو خروجه من الحبس صعب على الدولة كده.. هل ممكن أشوفه… مش عايزة غير إني أشوفه بس، هل دا كتير عليا كتير على نقابة الصحفيين.. كتير على الدولة إني بس أشوف ابني.. والله يا ابني حاسة إن فيه حاجة هتحصل ومعدش ليا أي أمنية غير إني أشوفه، هل دا كتير؟)”.
ويسترسل البلشي “منذ ثلاثة أشهر تخرج والدة كريم من المستشفى والعناية المركزة لتعود إليها.. جاء ذلك بعد سنتين وثمانية أشهر من الاختفاء والحبس والآمال والوعود التي لا تتحقق بخروجه.. كل هذه المدة وكريم ممنوع من الزيارة سواء في سجن شديد الحراسة ٢ أو بدر ٣ الذي تم نقله اليه مؤخرا”.
ويضيف “في أكتوبر الماضي أكمل كريم عامين بالحبس الاحتياطي دون محاكمة بعد شهور الاختفاء الستة.. ومع عدم خروجه سقط الأمل الأخير الذي كانت تتساند عليه والدته لينهار جسدها وتبدأ رحلة المستشفيات.. كان الأمل وحده بخروجه أو رؤيته هو عكازها لمواجهة الانهيار الصحي بسبب حبسه، لكنه انهار مع نهاية العامين فسقطت”.
وأردف البلشي في تدوينته “بينما كنت أستعد لكتابة تهنئة وتمنيات العام الجديد جاء تليفون أم كريم وصوتها المتهدج بالبكاء ليحمل أمنية وحيدة تلخص كل أوضاعنا أن ترى أم ابنها .. فهل هذا كثير؟”.
وتابع “تهم كريم هي نفس التهم المكررة، لكن مكان إقامته كتب له معاناة إضافية ولكن مهما كانت الاتهامات هل هناك مبرر في العالم يحرم أم من رؤية ابنها لثلاثة سنوات ويحرم متهم من الزيارة طوال هذه الفترة!”.
واستكمل “كريم كان يعمل بصحيفة البوابة نيوز وحصل على عضوية النقابة بعد حبسه بفترة طويلة فهل كثير على نقابة الصحفيين ونقيبها المسئول الأول عن الحوار الوطني أن يحقق أمنية والدة كريم برؤيته مجرد رؤيته؟ وهل هناك معنى لأي دعوة للحوار او حديث عنه ولدينا حالات مثل كريم ولدينا محبوسين لسنوات ممنوعين من الزيارة”.
وقال “بعد مكالمة والدة كريم صارت أمنيتي الاولى أن ترى والدة كريم وكل من يماثلها أبنائهم.. هكذا صغرت احلامهم واحلامنا فهل هذا كثير .. هل هذا كثير على العدالة .. كثير على نقابة الصحفيين .. كثير على من يشاركون فيما يسمى بالحوار وهل هناك معنى لكل جلساتكم وحالات مثل كريم وغيره كثيرون محرومون من الحد الادنى لحقوق عتاة المذنبين فما بالكم بشاب صغير التهم الموجهة اليه هي نفس التهم المكررة بينما تجاوزت فترة حبسه الحد الاقصى لقوانينكم”.
واختتم البلشي بالقول “هل تتحق أمنية والدة كريم وكل كريم، الحرية لكريم إبراهيم وكل المعتقلين، الصحافة مش جريمة، وكل سنة وغيرنا طيب، وآسف أن تكون هذه رسالتي مع بداية العام الجديد”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *