الخبير السياحي حسام شاكر: السعودية تحوّلت إلى وجهة سياحية شاملة تجمع بين التراث والثقافة والترفيه
أكد الخبير السياحي حسام شاكر، رئيس جمعية “مصر لتطوير الوعي السياحي”، أن المملكة العربية السعودية تشهد تحولًا كبيرًا في قطاع السياحة، يجمع بين الطابع الديني الذي عُرفت به لعقود طويلة، وبين الانفتاح على السياحة الثقافية والترفيهية، في إطار رؤية السعودية 2030.
جاء ذلك في تصريحات خاصة أدلى بها شاكر عقب عودته من رحلة استكشافية إلى المملكة، نظمتها الهيئة السعودية للسياحة في الفترة من 4 إلى 8 ديسمبر، بمشاركة وفد يضم عددًا من كبار ممثلي شركات السياحة المصرية.
وقال شاكر: “كانت الرحلة فرصة للاطلاع عن قرب على التطورات اللافتة التي يشهدها قطاع السياحة السعودي، حيث أصبحت المملكة وجهة سياحية متكاملة تقدم تجارب متنوعة تلبي اهتمامات مختلف الزوار.. لطالما ارتبطت السياحة السعودية بالسياحة الدينية، حيث يقصدها الملايين سنويًا لأداء مناسك الحج والعمرة، ولكن اليوم نشهد توجهًا طموحًا لتنويع المنتجات السياحية لتشمل الثقافة والترفيه، وهو ما يضع المملكة على خريطة السياحة العالمية”.
وأوضح شاكر أن الرحلة شملت زيارات إلى كل من الرياض وجدة، وهما مدينتان تمثلان وجهتين سياحيتين فريدتين تجمعان بين التاريخ العريق والحداثة المتطورة. وأضاف: “في العاصمة الرياض، بدأت الجولة بزيارة الدرعية، التي تعد مهد الدولة السعودية الأولى، ورمزًا لتاريخها العريق. السير في شوارعها وأزقتها الطينية هو تجربة تعيدك إلى الماضي وتُظهر الأصالة التي تحتفظ بها المملكة كجزء من هويتها. لا عجب أن تكون الدرعية واحدة من مواقع التراث العالمي المسجلة لدى اليونسكو”.
وأشار إلى أن الجولة في الرياض تضمنت أيضًا زيارة المتحف الوطني، الذي يُعد من أهم المعالم الثقافية بالمملكة، حيث يقدم سردًا شاملًا لتاريخ الجزيرة العربية عبر العصور من خلال قطع أثرية ومعروضات نادرة.. وعلق قائلًا: “كان من المثير للاهتمام رؤية كيف تنجح المملكة في الحفاظ على تراثها، مع تقديمه بطريقة مبتكرة وحديثة تلهم الزائرين من مختلف الثقافات”.
وتحدث شاكر عن الجوانب الترفيهية التي شملتها الجولة في الرياض، قائلًا: “لا يمكن الحديث عن الرياض دون التطرق إلى البوليفارد، وهو من أبرز معالم الترفيه الحديثة. المنطقة مليئة بالأجنحة التي تحاكي ثقافات دول مختلفة مثل اليابان، مصر، وتركيا، وتضم مجموعة متنوعة من المطاعم العالمية والمتاجر الفاخرة، بالإضافة إلى فعاليات وعروض حية تستقطب الزوار من أنحاء العالم. كما كانت لنا فرصة لزيارة مول ‘فيا رياض’، الذي يقدم تجربة تسوق راقية في أجواء معمارية مذهلة”.
أما عن الجزء الثاني من الرحلة، فأوضح شاكر أن جدة كانت الوجهة التالية للوفد، حيث تضمنت الجولة زيارات إلى معالم تعكس مزيجًا بين التراث والحداثة. وقال: “بدأنا الجولة بزيارة جدة القديمة، أو ما يُعرف بالبلد، حيث تتجلى العمارة التقليدية والشوارع الضيقة التي تحمل عبق الماضي. الأسواق الشعبية هناك تقدم منتجات وحرفًا يدوية مميزة، وأحد أبرز معالم الجولة كان بيت نصيف، وهو موقع تاريخي مهم يحمل جزءًا من ذاكرة المدينة ويعكس الحياة القديمة فيها. كان من الرائع أيضًا مشاهدة المحمل الذي كان يُستخدم لحمل كسوة الكعبة، وهو جزء أصيل من التراث الإسلامي”.
وأشار إلى أن الجانب الحديث من جدة كان حاضرًا بقوة في الجولة، مؤكدًا أن زيارة متحف “تيم لاب” كانت تجربة استثنائية. وأضاف: “هذا المتحف الرقمي المبتكر يأخذ الزائر في رحلة بين الخيال والواقع باستخدام التكنولوجيا الحديثة. العروض التفاعلية التي يقدمها تمثل نقلة نوعية في مفهوم المتاحف التقليدية، مما يجعل جدة وجهة سياحية حديثة تتماشى مع طموحات المملكة”.
كما تحدث شاكر عن مشاركة الوفد في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، الذي وصفه بأنه “تجربة غنية تسلط الضوء على تطور الفنون والثقافة في المملكة”. وأضاف: “المهرجان يقدم منصة للأفلام العالمية ويجمع بين صناع السينما من أنحاء العالم، مما يعزز الحوار الثقافي ويضع المملكة في قلب المشهد الفني الدولي”.
ولم تخلُ الرحلة من جانبها الروحاني، حيث أشار شاكر إلى زيارة الوفد لمكة المكرمة والطواف بالكعبة المشرفة قبل العودة إلى بلدانهم. وقال: “كان ختام الرحلة مميزًا بزيارة بيت الله الحرام، وهو ما يعكس الجمع الفريد الذي تقدمه المملكة بين الروحانية والتطور”.
وفي ختام حديثه، أشاد حسام شاكر بالجهود المبذولة لتحقيق رؤية السعودية 2030، مؤكدًا أن ما شاهده خلال الرحلة يعكس رؤية تنموية شاملة وطموحًا لجعل المملكة واحدة من أبرز الوجهات السياحية العالمية. وقال: “التجربة بأكملها كانت ملهمة. من الدرعية إلى البوليفارد، ومن جدة القديمة إلى متحف تيم لاب، هناك مزيج رائع بين الماضي العريق والمستقبل الواعد. أتطلع بشدة إلى زيارة جديدة لاكتشاف المزيد من التحولات التي تشهدها المملكة”.
وأضاف: “السعودية تقدم الآن نموذجًا متكاملًا للسياحة يجمع بين التراث، الثقافة، الترفيه، والابتكار. هذه الرحلة لم تكن مجرد جولة سياحية، بل نافذة على مستقبل واعد يضع المملكة في مكانة تنافسية على مستوى العالم”.